وكالة أنباء الحوزة_ دعا خطيب وامام جمعة بغداد السيد رسول الياسري في خطبة الجمعة، القوى السياسية في العراق لإعادة النظر بقانون الانتخابات المعدل، مشدداً على عدم استغلال النصر لتمرير قرارات سياسية لا توصف إلا بأنها أخفاق سياسي وانتكاسة سياسية، محذرا من الاستخدام السيء لمواقع التواصل الاجتماعي الذي ادى الى انتشار السباب والشتائم والبغضاء، داعيا الى اليقظة والحذر لمثل هذه التحديات الالكترونية كظهور جيل الكتروني مأجور يعمل ضد الاسلام والعراق.
وقال السيد رسول الياسري من على منبر جامع الرحمن في المنصور ببغداد، إن " في هذه الجمعة نود أن نتحدث عن الألفة وذلك لأهميتها في المنظور الإسلامي وأهميتها لدى العقلاء وهي مصدر الائتلاف وتعني ضم شيء إلى شيء آخر وتأتي الألفة والتأليف تارة بالمعنى المادي كاصطفاف أجزاء المجموعة جنبا الى جنب وإن تأليف القلوب من أهم الأولويات التربوية والسياسية في المدرسة الإسلامية وأن تأليف القلوب وخصوصا المتنافرة عمل فيه مشقة ما بعدها مشقة وقد يصبح أحيانا متعذرا والمنهج الإسلامي يتجه في تأليف القلوب إلى إزالة موانع الألفة في المرحلة الأولى ثم توفير الأجواء اللازمة لتحققها في المرحلة التالية".
واضاف الياسري ان "موانع الألفة هي ذاتها موانع المحبة والأخوة كالحسد والحقد والكبر وسوء الخلق وذكر عيوب الآخرين ، إن هذه الموانع ذات جذور تمتد إلى دائرة وساوس الشيطان والأهواء النفسية في الإنسان ومنها ما يحصل للأسف في ما تسمى مواقع التواصل الاجتماعي والتي أسيء استخدامها فصارت مواقع للسباب والشتائم فأنتجت البغضاء والعداوة بل الحال الأخطر هو ظهور جيل إلكتروني مأجور يعمل لحساب أعداء العراق ولحساب أعداء الاسلام من حيث يشعر أو من حيث لا يشعر بخلق الفتن الطائفية وتزوير الحقائق وتأجيج المواقف وعلينا أن نكون يقظين لمثل هذه التحديات المستحدثة".
وخطاب الياسري قادة الثقافة ورجال السياسة في العراق "كلما اقترب المجتمع الاسلامي من الوئام ووحدة الكلمة أقترب من واقع الحياه الإسلامية وكلما افترقت قلوب أبناء المجتمع أكثر أزداد ابتعاد ذلك المجتمع عن هويته الإسلامية ومن هنا أيها الأحبة كانت أهم مسؤوليات قادة الثقافة ورجال السياسة في المجتمعات الإسلامية التخطيط لتقارب القلوب وتآلفها أكثر فأكثر ولكن للأسف نجد التقصير لدى الكثير منهم واضح في زماننا الحاضر".
وشدد الياسري أن "النصر يجب ان يعزز بخطوات سياسية واعية ونافعة لدوام النعمة ولكننا للأسف نفاجئ بقرار بعض الكتل السياسية المعروفة في البرلمان العراقي بالتصويت على قانون انتخابي يخيب آمال الكثير من العراقيين الذين يطمحون إلى تغيير لشخصيات ساهمت بتردي الوضع والمجيء بوجودات سياسية جديدة يؤمل فيها الروح الوطنية".
وحذر الياسري بانه "كان لآية الله اليعقوبي خطاب حول تعديل قانون الانتخابات يتناسب مع الظرف الحالي لضمان أرضاء الجمهور وتحمله مسؤولية اختياراته وإعطاء النائب سعة في أتخاذ القرارات بعيدا عن هيمنة رؤساء الكتل وبذلك يظهر لنا بأن الدعوات السابقة من قبل تلك الكتل والتي طالبت بتغيير قانون الانتخابات لم تكن جادة ، فندعو من هنا إلى أعادة النظر بالقانون المعدل وعدم استغلال النصر لتمرير قرارات سياسية لا توصف إلا بأنها أخفاق سياسي".
وبين الياسري "كانت بيانات مرجعيتنا الرشيدة بلسما لجراحات العراقيين وذلك لأن سماحته كان يعيش الماضي بدور الحاضر فقد كان سماحته يذكر المجتمع المسلم بالنعم التي اصطفاه الله بها وكان يزرع أعمدة بناء فكري وروحي في تلك اللحظات الحرجة فمما كان يقوله سماحته لا زال الأمل يحدونا لبناء عراق حر كريم ، لكن اليوم نراه وبعد أعلان النصر يذكرنا بأن علينا أن لا نتراخى بعد النصر لأن تداول النصر سنة ثابتة وهي ليست حقا حصريا لفئة حتى لو كانت مؤمنة بل نتاج عمل وكد وأخذ بالأسباب المادية والمعنوية كما بينت الآية المتقدمة وتلك الأيام نداولها بين الناس".